إرتفاع ضغط العين، الزرق أو الجلوكوما

بقلم أ.د.خليل السالم

ما هو إرتفاع ضغط العين ، الزرق (المياه السوداء ، أو الجلوكوما) : هو مرض يصيب عصب العين بشكل بطئ و تدريجي مما يؤدي الي تلف العصب و غالبا ما يرتبط بارتفاع ضغط العين . و نقصد بالبطئ سنوات طويله قد تصل إلي 10 او 15 عاما من عمر الشخص. يسمي الزرق بالعمي الصامت و ذلك لعدم و جود أي أعراض مبكرة ، لا يمكن تشخيص المرض إلا بعد قياس ضغط العين و الفحص الدقيق عند الطبيب المختص

هناك نوعين رئيسيين للجلوكوما أو إرتفاع ضغط العين

أولا : الزرق الناتج عن إرتفاع مقاومة مصفات العين (الجزئ المسؤول عن إزاله السوائل من العين). يعتبر هذا النوع من أنواع الجلوكوما الأكثر إنتشارا في العالم

ثانيا : المياه السوداء الناتج عن اغلاق زاوية (مصفاة) العين، مما يسبب رفع ضغط العين بشكل مفاجئ

للأسف الضرر الناجم للعصب البصري (من داء الجلوكوما) يكون دائما موجودا عند المريض حال قدومة الي عيادة العيون. فمن المهم ان يتم التشخيص مبكرا من خلال اختبارات مثل قياس ضغط العين ، والصورة الطبقية للعصب البصري ، و فحص مصفاة تصريف السائل العيني. و في بعض الأحيان قد يتم فحص حقل النظر للتأكد من حجم التلف للعصب . عادة ما يعالج الزرق بقطرات العين، على الرغم من وجود الليزر العلاجي والجراحة

الهدف من العلاج هو السيطرة على التلف البصري و الحد من فقدان الرؤية . و ذلك من خلال خفض ضغط العين الي حد 12-13 ملم زئبقي. إلا أنة ببعض الحالات، قد يتطور الزرق عند المريض حتى بوجود ضغط عين طبيعي. ويعتقد أن هذا الشكل الأخير من  الزرق قد يكون بسبب ضعف تنظيم تدفق الدم إلى العصب البصري أو وجود فرق كبير بين ضغط السائل الدماغي و السائل العيني

ما مدى انتشار إرتفاع ضغط العين؟

عالميا،  الزرق هو ثاني مسبب رئيسي للعمى الذي لا يرجي شفاءة . في الواقع، حوالي 6 ملايين شخص أعمى في كلتا العينين من هذا المرض. في الولايات المتحدة وحدها، وفقا لتقدير واحد، أكثر من 3 ملايين شخص لديهم داء الزرق. حوالي نصف هؤلاء المصابين لا يعرفون أنهم يعانون من المرض. السبب في ذلك يعود الي أن المرض يسبب فقدان الرؤية الطرفية بالبداية . فلا يشكو المريض إلا في مراحل متأخرة ،حينها يكون التأثير علي المنطقة المركزية في مجال الأبصار. العديد من الدراسات أكدت أن المريض لن يشعر بفقدان البصر حتى يفقد 35% من الخلايا في العصب البصري

ما هي وظيفة السائل العيني و علاقتة بالزرق؟

السائل العيني، يعطي العين ثبات بالشكل و الحجم من خلال الحفاظ علي مستوي معين للضغط داخل العين . يتراوخ قياس ضغط العين الطبيعي بين 8 ملم و 21 ملم (إرتفاع زئبقي). في حال إنخفاض ضغط العين يختل شكل العين و تبدأ العين بالضمور، الأمر الذي نشاهدة بعد تعرض العين لضربة أو في حالات الأنفصال الشبكي

أما إرتفاع الضغط ، فيؤدي الي الضغط على العصب و انخفاض تدفق الدم إليه ، مما يؤدي الي ضمورة . المهمات الأخرى للسائل العيني تتمثل بتوفير التغذية لأنسجة الجزء الأمامي للعين (القرنية و العدسة العينية). يتم إنتاج هذا السائل باستمرار من قبل الجسم الهدبي. ثم يتدفق السائل العيني من خلال”البؤبؤ” ويترك العين من خلال قنوات تصريف صغيرة في زاوية الحجرة الأمامية للعين.  يرجى الاطلاع على الشكل، وهو رسم يوضح زاوية تصريف السائل المائي في العين.

من هم الأكثر عرضةً لمرض المياه السوداء ؟

أولا : العمر بعد 45 سنة وخاصة إذا وجد تاريخ عائلي لفقدان البصر بسبب المياه السوداء او سبب غير معروف. الأشخاص السمر هم أكثر عرضة من الأشخاص الأخرين للإصابة بمرض إرتفاع ضغط العين لأسباب وراثية . و بسبب تراكم الصبغات في مصفاة العين

ثانيا : وجود أمراض في الجسم أو العين مثل ، مرض السكري و ألتهاب العين المزمن الروماتزمي. استخدام الكرتزون قد يؤدي الي إرتفاع ضغط العين ، لذلك لا ينصح إستخدامه لفترات طويلة أو بعلاج أمراض مزمنه مثل حساسة العين

ثالثا: حديثا كثر الكلام عن هبوط ضغط الدم و صلته بإرتفاع ضغط العين و الإصابة بالجلوكوما.

ما هو علاج إرتفاع ضغط العين؟ 

على الرغم من أن تلف الأعصاب الناجم عن الزرق لا يمكن علاجة. لكن الزرق يمكن أن يُسَيطر عليه و ذلك بتقليل الضرر الناجم عن إرتفاع ضغط العين. العلاج يمكن أن يجعل ضغط العين طبيعي لمنع أو تأخير مزيد من التلف العصبي وفقدان البصر. هناك العيديد من العلاجات مثل استخدام قطرات العين، أو الحبوب (نادرا)، قد يقوم الطبيب بإستخدام الليزر، أو عمليات جراحية لإنزال الضغط. في الولايات المتحدة، عادة ما تستخدم قطرات العين أولا في علاج معظم أنواع الزرق مفتوح الزاوية، بالمقابل في أوروبا، الليزر أو الجراحة تكون الخيار الأول للعلاج

ضغط العين ، و أحدث علاجاتة بالأردن

قطرات الضغط تعمل إما عن طريق الحد من إنتاج السائل العيني  أو عن طريق زيادة تصريف السائل خارج العين. من المهم أن نتذكر أن العديد من المرضى المعرضين لخطر الزرق أو الذين يعانون من  الزرق ، قد يكون لديهم  أمراض أخرى بالعين مثل إعتام عدسة العين أو الضمور  الشبكي الشيخوخي . يمكن لطبيب العيون تحديد ما إذا كان أي فقدان في البصر سببه الزرق أو أمراض أخرى بالعين

ما هي الأدوية (قطرات العين) التي تعالج الزرق؟

أولا : قطرات بتركيبة علاجية أحادية ، من المهم أن يبدأ الطبيب باعطاء دواء يعطي مره واحدة في اليوم و ذلك لمساعدة مريض الزرق علي الإلتزام بالدواء و المواظبه عليه

Examples : Xalatan, Travatan and lumigan

هذه القطرات تغير لون العيون إلى اللون الداكن و قد لا تكون الخيار الأول في حالات إلتهاب القزحية أو إحمرار العين المزمن

ما هي أهم الآثار الجانبية لقطرات الجلوكوما ؟

بعض الأثار الجانبية للقطرات ،  تتمثل بتغيير لون القزحية و زيادة سُماكة وتغميق الرموش. جفاف العين و احمرارها. و أهم مشكل تواجه مرضى إرتفاع ضغط العين هي الإلتزام بالدواء. إذ لأسباب إقتصادية أو شخصية قد يكون الإلتزام بالقطرات أمر صعب علي الكثير من الناس

قد تكون مهتما